مرحباً بك .. أتمنى لك الاستفادة .. وقضاء وقتاً ممتعاً ..

الجمعة، 1 يناير 2010

نظرية حارس البوابة الإعلامية ( Gatekeeper theory )

ويُقصد بها مقص الرقيب والخطوات التي تمر بها الرسالة الإعلامية ، ويتم تغييرها حسب المحطات، فهناك القيم والمبادئ وهناك رئيس التحرير وهناك السياسة التحريرية للمؤسسات الإعلامية وهناك مصادر الأخبار ، وجميعها قد تساهم في تشكيل الرسالة الإعلامية وتغييرها بالشكل الذي يلائمها .


نظرية حارس البوابة تقوم في الأساس على ما يتوفر للقائم على الوسيلة الإعلامية من نفوذ يمكّنه من عرض ما يرغب , وحجب ما لا يرغب عرضه , أو عرض ما يتفق مع مصلحته هو دون مصلحة الجمهور, أو رغبته, ومنع ما يتعارض مع مصلحته .وهذه النظرية تذكر بما كان يُمارس من قبل الرقابة الإعلامية التي كانت تطمس بعض النصوص, أو بعض الفقرات بغرض منع الناس من الإطلاع عليها لكن التقنية وتغيرات العصر أنهت الرقيب الإعلامي, وما كان ممكناً حجبه في السابق, لم يعد ممكناً ؛ نظراً لتعدد مصادر الإعلام وتنوع وسائله , فما قد تحجبه قناة تلفزيونية في بلد تعرضه قناة تلفزيونية أخرى في بلد آخر .


ظهرت هذه النظرية في النصف الثاني من القرن العشرين على يد عالم النفس النمساوي الأصل والأمريكي الجنسية( Kurt Lewin ) عام 1977م ، فهو الذي طوّر النظرية، وأثبت أن الرسالة الإعلامية تتعرض خلال رحلتها إلى الجمهور لنقاط تفتيش ، وتمحيص وتدقيق ، وهي عملية تتأثر بالقرى المحيطة بحارس البوابة .


تمر الرسالة الإعلامية بمراحل عديدة، وهي تنتقل من المصدر حتى تصل إلى المتلقي، وتشبه هذه المراحل السلسلة المكونة من عدة حلقات، أي وفقاً لاصطلاح نظرية المعلومات، فالاتصال هو مجرد سلسلة متصلة الحلقات .


ومن الحقائق الأساسية التي أشار إليها (كرت لوين) أن هناك، في كل حلقة ضمن السلسلة، فرد ما، يتمتع بالحق في أن يقرر ما إذا كانت الرسالة التي تلقاها، سينقلها أو لن ينقلها، وما إذا كانت تلك الرسالة ستصل إلى الحلقة التالية، بنفس الشكل الذي جاءت به، أم سيدخل عليها بعض التغييرات والتعديلات. ومفهوم (حراسة البوابة) يعني السيطرة على مكان استراتيجي في سلسلة الاتصال، بحيث يصبح لحارس البوابة سُلطة اتخاذ القرار، فيما سيمر من خلال بوابته، وكيف سيمر، حتى يصل في النهاية إلى الوسيلة الإعلامية، ومنها إلى الجمهور .


يقول لوين أن المعلومات تمر بمراحل مختلفة حتى تظهر على صفحات الجريدة أو المجلة أو في وسائل الإعلام الإلكترونية، وقد سمى لوين هذه المراحل (بوابات) وقال أن هذه البوابات تقوم بتنظيم كمية أو قدر المعلومات التي ستمر من خلالها، وقد أشار لوين إلى أن فهم وظيفة (البوابة) يعني فهم المؤثرات أو العوامل التي تتحكم في القرارات التي يصدرها (حارس البوابة) .


هذه النظريّة جميلة جدًا، وفاعلة جدًا، ومؤثرة جدًا، إذا كان (حارس البوابة) يعي حجم المسؤوليّة الإعلاميّة، ويدرك أهمية (فلترتها) لتتوافق مع هوية الجمهور المستهدف، وتنسجم مع قيمه وثقافته، وهي – في المقابل- تعيسة جدًا، وخطيرة جدًا، إذا استغل هذا (الحارس) وظيفته في تمرير أهوائه، أو تحقيق مصالحه، أو تطويع (البوابة) لتتسلل من خلالها الأجسام الغريبة، والأفكار الرديئة التي تقوّض المجتمع، وتنخر في بنائه الثقافي، وتهدّد هويته وفكره .

هناك تعليقان (2):